بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
روى الإمام ابن الجوزي رحمه الله في كتابه الموسوم بأخبار الحمقى والمغفلين عن رجل يدعى هبنقة واسمه يزيد بن ثروان ويقال ابن مروان أحد بني قيس ابن ثعلبة ومن حمقه انه جعل في عنقه قلادة من ودع1 وعظام وخزف وقال أخشى أن أضل نفسي ففعلت ذلك لاعرفها به فحولت القلادة ذات ليلة من عنقه لعنق أخيه فلما أصبح قال يا أخي أنت أنا فمن أنا
وأضل بعيرا فجعل ينادى من وجده فهو له فقيل له فلم تنشده2 قال فأين حلاوة الوجدان3 وفي رواية من وجده فله عشرة فقيل له لم فعلت هذا قال للوجدان حلاوة في القلب
واختصمت طفاوة وبنو راسب4 في رجل ادعى كل فريق انه في عرافتهم5 فقال هبنقة حكمه أن يلقى في الماء فان طفا فهو من طفاوة وإن رسب فهو من راسب فقال الرجل إن كان الحكم هذا فقد زهدت في الديوان
وكانوا إذا رعى غنما جعل يختار المراعي للسمان6 وينحي المهازيل7 ويقول لا أصلح ما أفسده الله1- الودع : وهي أحجار تؤخذ من البحر يعلقونها لدفع العين، ويزعمون أن الإنسان إذا علق هذه الودعة لم تصبه العين، أو لا يصيبه الجن
2- : تنشده : أي تطلبه وتبحث عنه
3-الوجدان : أي أن تجد الشييء بعد ضياعه منك
4- هما قبيلتان
5- أي من ساداتهم ووجهائهم
6-أي المراعي ذات العشب للغنم السمينة
7- أي لا يدع الضعيفة من الغنم ترعى في المراعي ذات العشب مع السمينة